أدان الاتحاد الأوروبي إلى جانب البيت الأبيض الأمريكي التصريحات العنصرية لوزير أمن الاحتلال "إيتمار بن غفير" حول أولوية حقه في التنقل داخل أراضي الضفة الغربية المحتلة على حساب العرب، فيما طالبت الخارجية الفلسطينية بمعاقبته وإقالته من منصبه.
جاء ذلك بعد تصريحات "بن غفير" خلال مقابلة له على قناة 12 العبرية، قال فيها: "حقي وزوجتي وأولادي في التجول في طرق يهودا والسامرة أهم من حق العرب في التنقل".
وفي ذلك، دعا الاتحاد الأوروبي حكومة الاحتلال إلى تحسين حرية الفلسطينيين في التنقل والوصول وتمكين البناء الفلسطيني المتسارع من أجل تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية، كما جدد الاتحاد موقفه الرافض للمستوطنات مؤكدًا على انعدام شرعيتها بموجب القانون الدولي.
وبينما نوه الاتحاد إلى أن المستوطنات تشمل القيود المفروضة على التنقل والعبور، أكد على دور ها في تهديد "حل الدولتين" وتشكيل عقبة أمام السلام.
كما شدد الاتحاد الأوروبي على أن جميع "البشر متساوون ويجب معاملتهم بنفس الطريقة"، مشيرًا إلى أن العلاقات بين كيان الاحتلال والاتحاد الأوروبي يجب أن تقوم على احترام حقوق الإنسان والمبادئ الديمقراطية لا سيما للأشخاص الذين يعيشون تحت الاحتلال في الأراضي الفلسطينية.
اقرأ ايضًا: بيلا حديد تهاجم تصريحات بن غفير العنصرية✊
من جهته، شجب البيت الأبيض الأمريكي تصريحات بن غفير معتبرًا إياها تعليقات تحريضية حول حرية تنقل السكان الفلسطينيين في الضفة، كما وصفها بـ "الخطاب العنصري"، موضحًا أن امتناع إدانة الحكومة لـ “بن غفير“ يعتبر دليلًا على تبنيها للسياسة العنصرية.
وحول تصريحات "بن غفير" قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية: "هذه الرسائل تكون ضارة بشكل خاص عندما يضخمها المسؤولون القياديون وتتعارض مع تعزيز احترام حقوق الإنسان للجميع"، مشيرًا إلى موقف الرئاسة الأمريكية من أن كلًا من "الإسرائيليين والفلسطينيين يستحقون وسائل متساوية للحرية والأمن".
بدروها، أدانت مصادر إعلامية وسياسة عدة تصريحات بن غفير الهجومية، منوهةً إلى أنها تصريحات تكشف وجه الحكومة الإسرائيلية في ظل صمت مسؤوليها.
كما أكدت المصادر على أن هذه التصريحات تأتي استمرارًا لسلسلة من الأحداث التي تنتهك الديمقراطية منذ بداية عام 2023.
وأشارت المصادر إلى ضخامة الضرر السياسي والتفسيري والقانوني الذي تسببته تصريحات بن غفير الهجومية لكيان الاحتلال، مضيفين "من الصعب القول بأن إسرائيل ليست دولة أبارتهايد بعد تصريحات بن غفير لاسيما في ظل صمت وزير الإعلام الإسرائيلي".
وانتقد تصريحات بن غفير عدد من الشخصيات الإعلامية الوازنة والمشاهير عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث نددت عارضة الأزياء العالمية بيلا حديد بتصريحات بن غفير عبر حسابها على انستغرام أمام ملايين المتابعين، ليهاجمها الوزير بعدها بتهمة أنها "عدوة كارهة لإسرائيل"، مشددًا على أنه لن يعتذر أو يتراجع عن تصريحاته.
اقرأ أيضًا: بن غفير يُحرّض ضدّ بيلا حديد 😡
وفي ذات السياق، أدان مذيع قناة "إم إس إن بي سي" الأمريكية مهدي حسن تصريحات بن غفير في تغريدة له عبر تطبيق “إكس” حصدت أكثر من 1.5 مليون مشاهدة، عدا عن مناهضة عدد من رواد التواصل اليهود المشاهير لتصريحات بن غفير.
من جهته، دعا الرئيس السابق لرابطة مكافحة التشهير في الولايات المتحدة، رئيس وزراء الاحتلال "نتنياهو" إلى إقالة بن غفير من منصبه بسبب تصريحاته العنصرية.
وحول ردها على هذه التصريحات، أكدت حركة المقاطعة على أن بن غفير "يلخص الفصل العنصري الإسرائيلي في جملة واحدة".
"My right, my wife's, my children's, to roam the roads of Judea and Samaria - more important than the right of movement of the Arabs."
— BDS movement (@BDSmovement) August 24, 2023
Israel's far-right, fascist Minister of National "Security" Ben-Gvir sums up Israeli apartheid in one sentence.#SanctionsOnApartheid pic.twitter.com/mDih5IeqvA
وفي تعقيب له، قال الخبير الإسرائيلي السابق في القانون الدولي " نيك كوفمان ": "في تصريحاته، اعترف بن غفير بأن السياسة التي يطمح إليها ويسعى إلى الترويج لها كوزير في الحكومة الإسرائيلية هي بشكل لا لبس فيه سياسة الفصل العنصري".
كما أكد على أن بن غفير يدعو إلى السيطرة الأحادية وتطبيق نظام الاضطهاد المنهجي من قبل مجموعة عرقية على مجموعة عرقية أخرى في الأراضي المحتلة، مشيرًا إلى مخالفة ذلك لدستور المحكمة الجنائية الدولية.
وفي تغريدة له عبر تطبيق إكس، عقّب وزير الجيش الإسرائيلي السابق على تصريحات بن غفير بقوله:" الشخص الخطأ، في المكان الخطأ، بدعم من شخص لم يفعل منذ فترة طويلة ما هو صحيح لدولة إسرائيل "، مستهدفًا ضمن قوله رئيس وزراء الاحتلال “نتنياهو”.
بدورها، رحبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية بالمواقف الدولية التي أدانت تصريحات "بن غفير" التحريضية العنصرية، مطالبةً بالضغط من أجل إقالة بن غفير واعتقاله والذي وصفته بـ “الإرهابي الحاقد"
واعتبرت الخارجية أن شجب تصريحات بن غفير خطوة صحيحة لكنها غير كافية، أمام خطابه “المعادٍ للسامية"، مؤكدةً أن تصريحات بن غفير تعبر عن" حقد وكراهية مطلقة تجاه الفلسطينيين العرب".
وحملت الوزارة الحكومة الإسرائيلية ورئيس وزرائها "نتنياهو" المسؤولية المباشرة والكاملة عن تكرار هذه التصريحات والمواقف.
كما طالبت الوزارة المجتمع الدولي والأمريكي بتوفير الحماية للفلسطينيين وممارسة الضغط الحقيقي على نتنياهو لإقالة بن غفير فوراً، في ظل تصاعد إرهاب المستوطنين بشكل غير مسبوق خلال هذا العام.
وكان بن غفير قد زعم في تصريحات صحفية أمس، بأولوية حقه في التنقل بالضفة الغربية المحتلة على حساب المواطنين، معتبرًا أن تنقله وعائلته أهم من حق الفلسطينيين والعرب في الحركة، وأن حقه في الحياة يأتي قبل حق الفلسطينيين في التنقل.