بعد مرور أكثر من 5 شهور على التطبيع الإماراتي مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، وما أعقبه من دول أخرى أقدمت على ذات الخطوة، التزم نظام الأسد في سوريا الصمت حول ذلك، في خطوة غير مألوفة على نظام يقول إنه مركز محور المقاومة والممانعة.
ولم يعلق النظام السوري، بشكل رسمي، إلا أنه اكفى بتساؤل طرحته المستشارة السياسية والإعلامية للرئاسة السورية، بثينة شعبان، في حوار مع قناة "الميادين" قائلة: "لا أعلم ما المصلحة لأبوظبي من الاتفاق مع الكيان الصهيوني، لكن نقول للدول التي تطبع مع "إسرائيل" ما هو المكسب؟".
ويبدو أن النظام السوري عينه على عدم إغضاب الإمارات، كونها أحد أهم داعميه بعد روسيا وإيران في المنطقة.
بهذا السياق، أشار مستشرق إسرائيلي بارز إلى إمكانية وجود اتصالات سرية دائرة بين النظام السوري وبين “إسرائيل” عبر قنوات متعددة.
وقال المستشرق مردخاي كيدار: إنه سيكشف عن الموضوع علانية قبيل انتخابات الكنيست الإسرائيلي في مارس/آذار المقبل.
وأكد أن أنباء متفرقة تتواتر في الآونة الأخيرة عن اتصالات بين “إسرائيل” وسوريا غايتها إقامة علاقات بين الدولتين.
وبيّن أن الأسد "يرى الوضع وهو يريد أن يقترب من المحور السني كي يدفع ديونه لإيران ويخرجها من سوريا، وهو يرى أن لـ “إسرائيل” قدرة على مساعدته مع الولايات المتحدة من جهة، ومع محور الخليج والمحور السني من جهة أخرى".
تاريخيًا، مرّت العلاقات السورية الإسرائيلية منذ النكبة، بمنحنيات بين الحرب المباشرة ومعارك الاستنزاف في أعوام 1948 و1967 و1973، والمواجهات في لبنان في ثمانينيات القرن الـ20، وصولًا إلى الهدنة والاقتراب من عقد اتفاق سلام في أعوام 1991 ضمن مفاوضات مدريد، و1999 في الولايات المتحدة الأمريكية.
كما قاطعت سوريا وعدة دول عربية أخرى علاقاتها بمصر في العام 1977 بسبب قرارات الرئيس المصري آنذاك، أنور السادات، حول التطبيع، ورفضت التفاوض مع "إسرائيل".
رغم ذلك، أجرت سوريا العديد من المفاوضات غير المباشرة من خلال الوسطاء مع الاحتلال، والتي طالما تعثرت بسبب الاختلاف على مسألة خط الانسحاب.
إلا أنه في فبراير/شباط 2001، أعلن الرئيس السوري الجديد حينها، بشار الأسد، الذي تولى الرئاسة إثر وفاة والده في حزيران 2000، استعداد دمشق لاستئناف المفاوضات مع الحكومة الإسرائيلية بقيادة أرييل شارون، إلا أن العرض السوري، الذي تكرر في يناير/كانون الأول 2004، لم يلق أي تجاوب من جانب تل أبيب.
ويبدو أن هذا العرض تكرر خلال الشهور الأخيرة، إذ أطلّ الأسد في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في مقابلة وكالة "سبوتنيك" الروسية وتطرق إلى احتمالات عودة مسار المفاوضات مجددًا مع "إسرائيل"، في وقت نفى فيه وجود "أي مفاوضات تحدث مع دمشق على الإطلاق".
في تلك المقابلة قال الأسد: إنه لا يمانع إقامة “علاقات طبيعية” مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، واشترط لتحقيق ذلك شروطًا، في وقت قامت فيه دولتا الإمارات والبحرين بتطبيع كامل مع الاحتلال.
وأضاف أنه يشترط لعقد مفاوضات سورية إسرائيلية "استرجاع الأراضي السورية كاملة" من الاحتلال، مضيفًا: "موقفنا واضح جدًا منذ بداية محادثات السلام في تسعينيات القرن العشرين، أي قبل نحو ثلاثة عقود، عندما قلنا إن السلام بالنسبة لسوريا يتعلق بالحقوق".
وطوال السنوات الماضية طالما خرج النظام السوري وأكد أنه الدولة الوحيدة التي تعادي "إسرائيل" سرًا وعلانية، وأنه مستمر بذلك حتى تحرير الجولان بالكامل.
قبل النفي السوري بأيام، كشفت صحيفة "الشرق الأوسط" نقلًا عن مراسلها السوري إبراهيم حميدي، أن هنالك اعتقاد واسع بوجود مفاوضات سرية بين "إسرائيل" وسوريا.
وقالت الصحيفة إن هذا الاعتقاد "يعود سببه إلى تجارب العقود السابقة من أنه كلما كانت سوريا على موعد من تحولات كبرى أو عزلة سياسية، يكون المخرج باستئناف المفاوضات مع "إسرائيل"، وفق مقولة "الطريق إلى واشنطن يمر دائما عبر تل أبيب".
وأوضحت أن دمشق مهتمة بإنهاء العزلة السياسية من خلال استئناف المفاوضات، لكن لم يتم اتخاذ قرار في هذا الشأن حتى الآن.
كما أفادت تقارير إخبارية بوجود جهود تبذلها عواصم عربية طبعت علاقاتها مع كيان الاحتلال الإسرائيلي لسحب سوريا إلى ذات مسلسل التطبيع الذي بدأته إدارة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب، ومن المرجح أن يواصله الرئيس جو بايدن.
وتتركز هذه الجهود، بحسب ما أفاد موقع "تلفزيون سوريا"، في “تصاعد العلاقة الوثيقة والصداقة الناشئة بين الإمارات والنظام السوري لإقناع الأسد بالتطبيع مع “إسرائيل”، لاسيما وأن ردود الفعل السورية الرسمية الصادرة عن دمشق في التعقيب على التطبيع الذي قامت به الإمارات والبحرين والسودان والمغرب لم يكن وفق المتوقع، بل جاء فاترًا وباردًا، بعيدًا عن العبارات الحماسية التي دأب على إصدارها بين حين وآخر".
ويبدو أن الإمارات والبحرين والمغرب تختلف عن موريتانيا والسودان مثلًا، إذ اتجهت سوريا سابقًا عام 2018، إلى التهديد بـ "قطع العلاقات الديبلوماسية" مع نواكشوط في حال استمرت بـ "تحدي الإرادة العربية وخرق قرارات جامعة الدول العربية" الداعية إلى قطع العلاقات مع "إسرائيل" بسبب "عدوانها على الشعب الفلسطيني".
ثم السودان، ومرة أخرى انتقد النظام السوري بشكل غير مباشر اتفاق التطبيع مع "إسرائيل"، عبر مقال رأي كتبته بثينة شعبان أيضًا، وتضمن "انتقادًا عامًا لتطبيع الدول العربية علاقاتها مع تل أبيب، مع إشارة إلى السودان، افتتحت بها مقالها".
ويظهر هذا تناقضًا في الموقف السوري وفق المصلحة، فإذا كانت السودان أو موريتنا يصدر الانتقاد أو التهديد، والتذكير بالقضية الفلسطينية، أمّا إذا تعلق الأمر بدولة أقوى اقتصاديًا يخرج الرئيس السوري بنفسه، ولا يتدخل بشؤون الدول الأخرى، ويتحدث عن إمكانية التطبيع، وأنه طالما كان مطروحًا حال استرداد الحقوق السورية الخاصة.
بعد مرور أكثر من 5 شهور على التطبيع الإماراتي مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، وما أعقبه من دول أخرى أقدمت على ذات الخطوة، التزم نظام الأسد في سوريا الصمت حول ذلك، في خطوة غير مألوفة على نظام يقول إنه مركز محور المقاومة والممانعة.
ولم يعلق النظام السوري، بشكل رسمي، إلا أنه اكفى بتساؤل طرحته المستشارة السياسية والإعلامية للرئاسة السورية، بثينة شعبان، في حوار مع قناة "الميادين" قائلة: "لا أعلم ما المصلحة لأبوظبي من الاتفاق مع الكيان الصهيوني، لكن نقول للدول التي تطبع مع "إسرائيل" ما هو المكسب؟".
ويبدو أن النظام السوري عينه على عدم إغضاب الإمارات، كونها أحد أهم داعميه بعد روسيا وإيران في المنطقة.
بهذا السياق، أشار مستشرق إسرائيلي بارز إلى إمكانية وجود اتصالات سرية دائرة بين النظام السوري وبين “إسرائيل” عبر قنوات متعددة.
وقال المستشرق مردخاي كيدار: إنه سيكشف عن الموضوع علانية قبيل انتخابات الكنيست الإسرائيلي في مارس/آذار المقبل.
وأكد أن أنباء متفرقة تتواتر في الآونة الأخيرة عن اتصالات بين “إسرائيل” وسوريا غايتها إقامة علاقات بين الدولتين.
وبيّن أن الأسد "يرى الوضع وهو يريد أن يقترب من المحور السني كي يدفع ديونه لإيران ويخرجها من سوريا، وهو يرى أن لـ “إسرائيل” قدرة على مساعدته مع الولايات المتحدة من جهة، ومع محور الخليج والمحور السني من جهة أخرى".
تاريخيًا، مرّت العلاقات السورية الإسرائيلية منذ النكبة، بمنحنيات بين الحرب المباشرة ومعارك الاستنزاف في أعوام 1948 و1967 و1973، والمواجهات في لبنان في ثمانينيات القرن الـ20، وصولًا إلى الهدنة والاقتراب من عقد اتفاق سلام في أعوام 1991 ضمن مفاوضات مدريد، و1999 في الولايات المتحدة الأمريكية.
كما قاطعت سوريا وعدة دول عربية أخرى علاقاتها بمصر في العام 1977 بسبب قرارات الرئيس المصري آنذاك، أنور السادات، حول التطبيع، ورفضت التفاوض مع "إسرائيل".
رغم ذلك، أجرت سوريا العديد من المفاوضات غير المباشرة من خلال الوسطاء مع الاحتلال، والتي طالما تعثرت بسبب الاختلاف على مسألة خط الانسحاب.
إلا أنه في فبراير/شباط 2001، أعلن الرئيس السوري الجديد حينها، بشار الأسد، الذي تولى الرئاسة إثر وفاة والده في حزيران 2000، استعداد دمشق لاستئناف المفاوضات مع الحكومة الإسرائيلية بقيادة أرييل شارون، إلا أن العرض السوري، الذي تكرر في يناير/كانون الأول 2004، لم يلق أي تجاوب من جانب تل أبيب.
ويبدو أن هذا العرض تكرر خلال الشهور الأخيرة، إذ أطلّ الأسد في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في مقابلة وكالة "سبوتنيك" الروسية وتطرق إلى احتمالات عودة مسار المفاوضات مجددًا مع "إسرائيل"، في وقت نفى فيه وجود "أي مفاوضات تحدث مع دمشق على الإطلاق".
في تلك المقابلة قال الأسد: إنه لا يمانع إقامة “علاقات طبيعية” مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، واشترط لتحقيق ذلك شروطًا، في وقت قامت فيه دولتا الإمارات والبحرين بتطبيع كامل مع الاحتلال.
وأضاف أنه يشترط لعقد مفاوضات سورية إسرائيلية "استرجاع الأراضي السورية كاملة" من الاحتلال، مضيفًا: "موقفنا واضح جدًا منذ بداية محادثات السلام في تسعينيات القرن العشرين، أي قبل نحو ثلاثة عقود، عندما قلنا إن السلام بالنسبة لسوريا يتعلق بالحقوق".
وطوال السنوات الماضية طالما خرج النظام السوري وأكد أنه الدولة الوحيدة التي تعادي "إسرائيل" سرًا وعلانية، وأنه مستمر بذلك حتى تحرير الجولان بالكامل.
قبل النفي السوري بأيام، كشفت صحيفة "الشرق الأوسط" نقلًا عن مراسلها السوري إبراهيم حميدي، أن هنالك اعتقاد واسع بوجود مفاوضات سرية بين "إسرائيل" وسوريا.
وقالت الصحيفة إن هذا الاعتقاد "يعود سببه إلى تجارب العقود السابقة من أنه كلما كانت سوريا على موعد من تحولات كبرى أو عزلة سياسية، يكون المخرج باستئناف المفاوضات مع "إسرائيل"، وفق مقولة "الطريق إلى واشنطن يمر دائما عبر تل أبيب".
وأوضحت أن دمشق مهتمة بإنهاء العزلة السياسية من خلال استئناف المفاوضات، لكن لم يتم اتخاذ قرار في هذا الشأن حتى الآن.
كما أفادت تقارير إخبارية بوجود جهود تبذلها عواصم عربية طبعت علاقاتها مع كيان الاحتلال الإسرائيلي لسحب سوريا إلى ذات مسلسل التطبيع الذي بدأته إدارة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب، ومن المرجح أن يواصله الرئيس جو بايدن.
وتتركز هذه الجهود، بحسب ما أفاد موقع "تلفزيون سوريا"، في “تصاعد العلاقة الوثيقة والصداقة الناشئة بين الإمارات والنظام السوري لإقناع الأسد بالتطبيع مع “إسرائيل”، لاسيما وأن ردود الفعل السورية الرسمية الصادرة عن دمشق في التعقيب على التطبيع الذي قامت به الإمارات والبحرين والسودان والمغرب لم يكن وفق المتوقع، بل جاء فاترًا وباردًا، بعيدًا عن العبارات الحماسية التي دأب على إصدارها بين حين وآخر".
ويبدو أن الإمارات والبحرين والمغرب تختلف عن موريتانيا والسودان مثلًا، إذ اتجهت سوريا سابقًا عام 2018، إلى التهديد بـ "قطع العلاقات الديبلوماسية" مع نواكشوط في حال استمرت بـ "تحدي الإرادة العربية وخرق قرارات جامعة الدول العربية" الداعية إلى قطع العلاقات مع "إسرائيل" بسبب "عدوانها على الشعب الفلسطيني".
ثم السودان، ومرة أخرى انتقد النظام السوري بشكل غير مباشر اتفاق التطبيع مع "إسرائيل"، عبر مقال رأي كتبته بثينة شعبان أيضًا، وتضمن "انتقادًا عامًا لتطبيع الدول العربية علاقاتها مع تل أبيب، مع إشارة إلى السودان، افتتحت بها مقالها".
ويظهر هذا تناقضًا في الموقف السوري وفق المصلحة، فإذا كانت السودان أو موريتنا يصدر الانتقاد أو التهديد، والتذكير بالقضية الفلسطينية، أمّا إذا تعلق الأمر بدولة أقوى اقتصاديًا يخرج الرئيس السوري بنفسه، ولا يتدخل بشؤون الدول الأخرى، ويتحدث عن إمكانية التطبيع، وأنه طالما كان مطروحًا حال استرداد الحقوق السورية الخاصة.