حذرت شخصيات سياسية مغربية من استمرار التطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، معتبرة أنه يمثل خيانة للقضية الفلسطينية، وتهديد للأمن الصحي المغربي.
جاء ذلك خلال لقاء عقدته "الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع"، بمقر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالعاصمة المغربية الرباط، بمشاركة قادة سياسيين من أحزاب يسارية وإسلامية.
وقالت الجبهة على لسان منسقها الوطني، جمال العسري: إن "الحاكمين تجاوزوا كل الخطوط الحمراء والسوداء، بتطبيعهم مع الاحتلال، وتمديده إلى كافة المجالات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والدينية؛ وحتى الأمنية والمخابراتية والعسكرية".
ووصفت الجبهة المغربية، المكوّنة من عشرين هيئة سياسية ونقابية ومدنية، التطبيع مع "إسرائيل" بـ"الخيانة الكبيرة"، مبدية تشبثها بخيار المقاومة كحل وحيد لتحرير فلسطين.
بدوره، أكد رئيس الدائرة السياسية لجماعة "العدل والإحسان" عبد الواحد المتوكل، أن الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين "هو من أخطر القضايا التي تواجه الأمة العربية والإسلامية، بعد قضية الفساد والاستبداد".
ووصف المتوكل التطبيع مع "إسرائيل" بـ"الأخطبوط السرطاني الذي يتمدد في المجتمع المغربي بشكل رهيب"، لافتا إلى أن التطبيع "يستهدف ترويض المغاربة على القبول باحتلال فلسطين، وجعل هذه القضية قضية هامشية".
بينما دعا حزب "النهج الديمقراطي العمالي"، على لسان كاتبه الوطني، جمال براجع، إلى "العمل على تأهيل هياكل الجبهة على المستوى المحلي، وتطعيمها، وانفتاحها على مكونات المجتمع المدني، لتغيير موازين القوى لإسقاط التطبيع، والانفتاح على كافة شرائح المجتمع المغربي”.
وقال إن "العدو الصهيوني لا يستهدف فقط تحقيق الربح السياسي والاقتصادي من خلال التطبيع، بل يسعى إلى تدمير المناعة والوجدان المغربي من أجل قبول التطبيع، وذلك بالترويج لكون إسرائيل والصهيونية شيئا طبيعيا".
يذكر أنه في 10 ديسمبر 2020، أعلن كل من الاحتلال الإسرائيلي والمغرب، استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما، بعد توقفها عام 2000 وهي خطة ما تزال تحظى برفض شعبي واسع.
من جهتها، أكدت السياسية المغربية "نبيلة منيب" الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، على خطورة تولي شركات الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذ مشاريع لها علاقة بصحة المغاربة، مشددةً على تهديد ذلك للأمن الصحي المغربي، في ظل ارتفاع وتيرة التطبيع، وتغوّل "إسرائيل"، في البلاد.
وقالت نبيلة: إن "التطبيع مع الكيان الصهيوني انطلق منذ عقود، ليمتد اليوم للمجالات التربوية، والاجتماعية، والدينية، والعسكرية، إضافةً إلى مجالات حيوية أخرى، كامتلاك شركة إسرائيلية لـ 75%، من غاز المغرب"، مشيرةً إلى خطورة ذلك، على الأمن الداخلي والخارجي لها.
ودعت "نبيلة" إلى ابتكار أشكال جديدة لمقاومة التطبيع، ودعم القضية الفلسطينية العادلة، برفع الوعي عبر الإعلام؛ لدحض الأكاذيب، وتأكيد رفض الشعب المغربي للتطبيع، في ظل استغلال المجتمع الدولي للأوضاع العالمية، المتضاربة؛ من أجل تصفية القضية الفلسطينية.