الرئيسية| التقارير |تفاصيل الخبر
الأردنالأردن

مستوطنة "إيكوبيس Ecopeace" في الأردن

مستوطنة "إيكوبيس Ecopeace" في الأردن
مستوطنة "إيكوبيس Ecopeace" في الأردن

تشهد الأردن حراكًا شعبيًا متصاعدًا يطالب بطرد منظمة "إيكوبيس" والمعروفة باسم "Ecopeace Middle East" وإنهاء عقدها مع سلطة وادي الأردن الأردنية الذي يتيح لها إدارة منتزه الأردن البيئي "إيكوبارك" منذ سنوات، وقد اشتد حضور هذه الفعاليات منذ بدء العدوان الإسرائيلي والإبادة الجماعية في قطاع غزة أكتوبر 2023، واقتراب موعد انتهاء العقد في 9 مارس 2024، والذي ينظر له النشطاء الأردنيون كفرصة حقيقة للضغط لطرد هذه المنظمة التطبيعية، فكيف بدأت المواجهة مع "إيكو بيس"؟ وما هي الأدوار التطبيعية المشبوهة التي قامت بها خلال السنوات الماضية على الأرض لشرعنة وجود الاحتلال وفرضه في الملفات البيئية؟ 
 

ماذا نعرف عن منظمة إيكو بيس الشرق الأوسط Ecopeace Middle East؟ 

تأسست منظمة إيكو بيس Ecopeace في ديسمبر 1994، عقب توقيع اتفاقيات أوسلو ووادي عربة التطبيعية، حيث جرى الاجتماع التأسيسي لها في مدينة طابا المصرية، وجمعت عددًا من المنظمات البيئية غير الحكومية من مصر والأردن وفلسطين وكيان الاحتلال تحت مظلة عمل تطبيعي مشترك في مجالات البيئة والمياه. 

تولى الصهيوني جدعون بومبيرغ منصب المدير التنفيذي للمنظمة التي نقلت نشاطها إلى الميدان بافتتاح مكاتب خاصة في بيت لحم وعمان وتل أبيب، حيث تضم اليوم أكثر من 50 موظفًا، و3 مدراء إقليميين هم يانا أبو طالب في الأردن، وندى مجلاني في فلسطين، وجدعون بومبيرغ في كيان الاحتلال. 

عام 2000، منحت سلطة وادي الأردن، حق إدارة متنزه شرحبيل بن حسنة الواقع في سد زلاقب بمنطقة الشونة الجنوبية، بمساحة 216 دونمًا لصالح منظمة "إيكوبيس الأردن" حيث تم تغيير إسمه إلى "منتزه الأردن البيئي Eco Park Jordan"، وأصبح محطة للنشاطات الميدانية التي تديرها "إيكوبيس" بفروعها المختلفة. 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by مقاطعة (@boycott4pal)

 

ما هو الدور التطبيعي الذي تمارسه إيكو بيس Ecopeace؟ 

في بيان لها عام 2018، اتهمت حركة المقاطعة "BDS" منظمة إيكوبيس Ecopeace، بـ "الترويج للتطبيع، وتبرئة الاحتلال من مسؤولياته في تدمير البيئة في فلسطين ونهر الأردن"، كان بيان الحركة في حينه، ترجمة مباشرة لمحاولات التصدي للمشاريع التطبيعية التي تقودها المنظمة منذ سنوات، وإطلاق حملة مقاطعة ضدها دُعيت لها جميع المؤسسات الفلسطينية والأردنية. 

أطلقت المنظمة - التي تتلقى تمويلًا معلنًا من جهات أمريكية منها برنامج USAID - عام 2007 برنامج "جيران المياه الطيبون" التطبيعي، الذي عقد في الأردن بمشاركة رؤساء 17 مجلسًا محليًا من الأردن وفلسطين وكيان الاحتلال، تحت عنوان إيجاد "حلول مشتركة لقضايا البيئة"، والذي استمر بالانعقاد سنويًا في الأردن لترسيخ التطبيع البيئي مع الاحتلال، وتجاهل سرقة الاحتلال لمصادر المياه الفلسطينية والأردنية، وحرمان الفلسطينيين من حقوقهم لصالح الاستيطان. 

بشكل مكثف تطلق المنظمة فعاليات تطبيعية تسعى لشرعنة وجود الاحتلال وفرضه على المنطقة، حيث أطلقت عام 2022 خطة "زرقاء - خضراء" التي تسعى لفتح أبواب التطبيع مع الاحتلال أمام الدول العربية تحت ستار المشاريع البيئية المشتركة. 

الدور المشبوه للمنظمة، لم يقتصر على تنفيذ النشاطات التطبيعية، بل انتقل لمباركة اتفاقيات التطبيع والترويج لها، حيث قالت المنظمة في بيان لها عام 2021، تعليقًا على توقيع اتفاقية المياه التطبيعية بين الأردن والاحتلال، أن "عملية بيع المياه تمثل فهمًا حقيقيًا للمصالح المشتركة، وكيف أن دول المنطقة يجب أن تتعاون". 

كما تلقت المنظمة إشادات من جهات صهيونية استيطانية منها مجلس مستوطنات وادي الأردن، الذي قال في بيان له ""تلعب إيكو بيس الشرق الأوسط دورًا مهمًا في دعم التربية البيئية، وإعادة تأهيل وادي الأردن، والمحافظة على علاقاتنا مع جيراننا" 

وفي ذات العام، أطلقت اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل نداءً لكافة المشاركين والمشاركات في برنامج "تدريب دبلوماسية المياه للمهنيين الشباب في فلسطين"، لمقاطعة هذا البرنامج التطبيعي الذي تديره "إيكو بيس"، وطالبتهم بالانسحاب الفوري وإلغاء تسجيلهم في برامج المنظمة المشبوهة التي تهدف إلى التغطية على جرائم الاحتلال بحق البيئة، وتوريط طلبة الجامعات والنشطاء الفلسطينيين والعرب في برامج تطبيعية وجهًا لوجه مع الإسرائيليين. 
 

ما هي حملة مقاطعة "إيكو بارك" وطرد "إيكو بيس"؟ 

يناير 2022، قالت حركة المقاطعة في الأردن إن منظمة "إيكو بيس" تروج للتطبيع الفلسطيني والأردني مع كيان الاحتلال الإسرائيلي تحت غطاء مشاريع تعنى بحماية البيئة والموارد الطبيعية، معلنة عن إطلاق حراك لمقاطعة منتزه الأردن البيئي "إيكو بارك"، دشنته في نوفمبر 2022، بعاصفة تغريدات على منصات التواصل الاجتماعي تحت وسوم #قاطعوا_الإيكوبارك و #Boycott_EcoPark.

مع بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في أكتوبر 2023، والذي تزامن مع اقتراب انتهاء عقد تأجير منتزه "إيكو بارك" لصالح منظمة "إيكو بيس"، صعدت حركة المقاطعة في الأردن، وجهات ومنظمات شعبية أردنية من حراكها الميداني الهادف لطرد المنظمة من البلاد. 

 

"نطالب بالاستعاضة عن الجمعية بمشغّل وطني أردني يلتزم بمعايير المقاطعة ويرفض التطبيع "الذي يفضي إلى رهن السيادة والموارد الأردنية للاحتلال" 

فاطمة الزبن - حركة "الأردن تقاطع"
 

بتاريخ 21 فبراير 2024، نظم الملتقى الوطني لدعم المقاومة وعدة جهات شعبية اعتصامات متتالية أمام مقر سلطة وادي الأردن، للمطالبة بعدم تجديد العقد الذي ينتهي في 9 مارس 2024، وتكليف مشغل وطني أردني بإدارة منتزه "إيكو بارك"، وطرد المنظمة الصهيونية التطبيعية التي تدير المنتزه منذ 24 عامًا. 

كما شملت الحملة ضد "إيكو بيس" دعوة للمواطنين الأردنيين، لتسليم خطابات ورسائل مكتوبة لسلطة وادي الأردن، في مقرها الرئيسي تطالب أيضًا بعدم تجديد العقد مع جمعية الأرض والبيئة "إيكو بيس الشرق الأوسط" حيث لبى عشرات المواطنين هذه الدعوة وقدموا رسائل مكتوبة عبر صندوق الشكاوى في مقر السلطة. 

الحراك ضد "إيكو بيس" اتخذ أيضًا مسارات الضغط المباشر عليها عبر دعوة المنظمات والهيئات والجهات المحلية الأردنية إلى قطع العلاقات معها، والذي كانت آخر محطاته في فبراير 2024، استجابة جمعية درب الأردن للمطالب الشعبية لها بوقف التعامل مع منتزه الأردن البيئي وشطبه من مسارات التجوال التي تنفذها الجمعية. 
 

 لنجعل 9 مارس اليوم الأخير في تاريخ "إيكوبيس" 

بمحاولتها شرعنة وجود كيان الاحتلال، وتجاهل جرائمه بحق الشعب الفلسطيني وموارده، واتخاذ البيئة التي يدمرها الاحتلال، ومصادر المياه التي يسرقها بالقوة والاستيطان، ستارًا لممارسة جريمة "الغسيل البيئي"، تشكل "إيكو بيس" وجهًا دعائيًا صهيونيًا لا يختلف عاقل على خطورة حضوره وتواجده على أرضنا، ولا تختلف "إيكو بارك" في الأردن عن أي مستوطنة إسرائيلية في أراضينا المحتلة، لهذا يعتبر الضغط بكل الوسائل لطردها واجبًا وفرضًا على كل الأحرار من أبناء شعبنا الأردني، والتزامًا بتحصين جبهتنا من خطر الاحتلال ومؤسساته المشبوهة. 

 

 المصادر: 

https://ecopeaceme.org/about/ 

https://jordanecopark.com/ 

https://www.ammonnews.net/article/1129 

https://bdsmovement.net 

https://qudsn.co

 

مقاطعة نشطة

الأكثر قراءة

أخبار ذات صلة