من خلف القضبان، بقي اسم محمود خليل يتردد في المظاهرات، على لافتات التضامن، وفي بيانات المطالبة بالإفراج. طالب فلسطيني واجه إجراءات القمع الأمريكية، لكن إرادته خرجت من السجن أقوى مما دخلت. وما إن تنفس الحرية من جديد بعد 104 يوم، حتى انضم إلى المسيرات التضامنية من جديد.
في وقت تتواطأ فيه كبرى الحكومات والشركات العالمية مع آلة الإبادة، تبرز خطوات شجاعة كخطوة “كوب أليانزا”، لتؤكد أن الرفوف ليست مكانًا للبيع فقط، بل منبرًا للموقف الأخلاقي. المقاطعة لم تعد خيارًا، بل ضرورة أخلاقية في وجه الجرائم المستمرة ضد غزة. من قلب السوق الإيطالي، تقول كوب أليانزا: لن نبيع ما يموّل القتل… بل سنبيع ما يحيي الأمل.
يقترب زهران ممداني من تحقيق فوز يُتوّجه كأول عمدة مسلم لمدينة نيويورك، مستحقًا المنصب عن جدارة رغم كل حملات التحريض التي واجهها، من التحريض العلني الذي قاده ترامب، إلى محاولات الإقصاء عبر لجان ضغط مدعومة من أصحاب النفوذ. لم يُخفِ ممداني يومًا مواقفه الصريحة في دعم حركة المقاطعة ورفض التطبيع مع الاحتلال، بل تبنّى هذه القضايا بجرأة، مؤمنًا بأن الدفاع عن العدالة ليس عائقًا في طريق العمل السياسي، بل حجر الأساس في بنائه.
تحاول شركة "ميرسك" أن تُقدّم إنهاء تعاملها مع شركات تعمل في المستوطنات الإسرائيلية كخطوة نحو الالتزام بالقانون الدولي، لكن هذه الخطوة تظلّ جزئية، ولا تبرئها من سجلّها الأوسع في دعم آلة الإبادة.
ومع تصاعد الضغط الشعبي في عدة دول، بات واضحًا أن تحركات الشركة ترضخ للاحتجاجات الدولية المتصاعدة، التي تطالب بوقف شامل لأي دور في تمكين الاحتلال، لا سيما عبر الموانئ وسلاسل التوريد العسكرية.
في ذروة موسم التخرج في الجامعات الأمريكية، تحوّلت ساحات الاحتفال إلى منصات تضامن، لم يفوّت فيها الطلاب فرصة لإيصال رسالتهم في دعم فلسطين.
رفعوا الكوفية، ولوّحوا بالأعلام، وغادر بعضهم القاعات احتجاجًا، رغم علمهم بالعقوبات والقيود، حاملين معهم دعم فلسطين كأولوية في لحظات تتويجهم الشخصي.
في ذروة موسم التخرج في الجامعات الأمريكية، تحوّلت ساحات الاحتفال إلى منصات تضامن، لم يفوّت فيها الطلاب فرصة لإيصال رسالتهم في دعم فلسطين.
رفعوا الكوفية، ولوّحوا بالأعلام، وغادر بعضهم القاعات احتجاجًا، رغم علمهم بالعقوبات والقيود، حاملين معهم دعم فلسطين كأولوية في لحظات تتويجهم الشخصي.
لم تكن رحلة إبحار "مادلين" مجرد تحرك نضالي وإنساني، بل حملت معها أحلام أشخاص ومشاعر من توتر، اشتياق، حب، وربما دموع.
كل ذلك لم تنقله نشرات الأخبار، بل قرأناه في عيونهم، وقوتهم، صمودهم أمام المحتل، إصرارهم، وفي غصن الزيتون الذي اقتلعته ريما من أرض يحاول الاحتلال سرقتها.
برزت "مايكروسوفت" كأحد أعمدة الإبادة الجماعية، مسخّرة تقنياتها لتمكين آلة القتل في غزة. وبعد الاستهداف الإيراني الأخير قرب أحد مقارها في بئر السبع، نوجّه التحية لكل من يواجه تواطؤ مايكروسوفت بالإبادة: من موظفين استقالوا بشجاعة، إلى طلاب ونشطاء قاطعوا المؤتمرات وفضحوا تورط الشركة. الفضح مستمر، وبداية النصر تنكشف بكشف المتورطين بالجرائم التي يواجهها شعبنا الفلسطيني يوميًا.
العدو لا يرتدي دائمًا البزة العسكرية.. أحيانًا يتخفّى بالمعطف الأكاديمي. معهد وايزمان للعلوم في رحوفوت هو مثال صارخ على هذا التمويه، حيث ساهم بتطوير تقنيات متقدمة تُستخدم في الإبادة، من الذكاء الاصطناعي إلى الطائرات بدون طيار وأنظمة المراقبة التي تدعم آلة الحرب الإسرائيلية.
ومن رحوفوت إلى نيويورك، تتكشّف حقيقة مراكز "العلم" المتواطئة، والحملات الطلابية مستمرة في فضح المعاهد التي تصنع أدوات الإبادة وتسوّقها كأبحاث.
لتكون العناوين واضحة، والمسميات في مكانها الصحيح، لأن ما يجري فصل جديد من فصول الإبادة المستمرة، وليس حربًا بين دولتين.. ولنكن أكثر دقة: ليست “إسرائيل” دولة ولا كيانًا شرعيًا معترفًا به، بل عصابة إبادة على هيئة دولة، دورها الوظيفي وسبب وجودها وبقاءها هو كونها منصة عدوان لا ينتهي على الشرق بأممه وشعوبه ودوله وحواضره.