بعد الانفجار الكارثي في مرفأ العاصمة اللبنانية بيروت، الذي راح ضحيته أكثر من 150 شخصًا وخلّف آلاف الجرحى حتى الآن، نفى الاحتلال الإسرائيلي، على المستوى الرسمي، ضلوعه في الانفجار، وقال إنه عرض على لبنان مساعدات إنسانية وطبية عاجلة.
إلا أنه رغم هذه الدعاية المنظمة التي اعتاد الاحتلال ترويجها وبثها خلال الأحداث الإنسانية، وآخرها كان إضاءة مبنى بلدية تل أبيب لعلم لبنان، ظهرت الكثير من التعليقات الإسرائيلية الصادرة عن مسؤولين بارزين تُحرّض وبشكل علني على لبنان وشعبه، بل ذهبت إلى الشماتة بالكارثة والانفجار.
وقد أصدر وزيرا الدفاع والخارجية الإسرائيليان بيني غانتس، وغابي أشكينازي، بيانًا مشتركًا جاء فيه أن الاحتلال توجه إلى لبنان "عبر جهات أمنية وسياسية دولية وعرض مساعدة إنسانية وطبية".
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه كلف مستشاره للأمن القومي بالاتصال بالمنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف "لاستيضاح كيفية تقديم مزيدا من المساعدة للبنان".
إضافة إلى العديد من المواقف الأخرى التي تبنت موقف الدعاية المعروف، لكن على الجهة المقابلة، لم يُخفِ العديد من المسؤولين موقفهم المعادي المُعتاد، إذ قال نائب رئيس الكنيست سابقًا، موشيه فيجلين: "على شرف "يوم الحب" حصلنا على عرض مذهل للألعاب النارية في بيروت، يوم فرح وشكر حقيقي لله ولكل الأبطال الذين نظّموا هذه الاحتفالات".
بينما قال عضو الكنيست السابق، ميخائيل بن آري: "التملّق بإرسال المساعدات للبنان هي شفقة الحمقى، هم أعداء لنا، وعلاج جرحاهم لا يغير هذه الحقيقة، ولن أساعد من يحلم بإبادتي".
في حين قالت وزيرة القضاء سابقًا وعضوة الكنيست، أيليت شاكيد: "كان على اللون البرتقالي أن يُلوِّن بناية بلدية تل أبيب كتذكير بيوم تهجير مستوطنات غوش قطيف، عوضًا عن ذلك حصلنا على علم دولة العدوّ".
بهذا الشأن، رفضت العديد من الشخصيات اللبنانية والعربية البارزة استغلال الاحتلال الإسرائيلي للكارثة وانفجار المرفأ في بيروت، من أجل بث داعيته وتحسين صورته أمام العالم.
وقال الكاتب والحقوقي فادي القاضي: "من الوقاحة وقلة الحس [الإنساني] أن تتضامن بلدية تل أبيب مع مُصاب بيروت وحكومتها لم تعتذر؛ أو تُعوض ولم تعترف قانونياً أو أخلاقياً بان قاذفاتها دمرت المدينة أكثر وأكبر من انفجار ٥ أغسطس ٢٠٢٠".
https://twitter.com/fqadi/status/1291074228759015425
بدورها، قالت الصحافية اللبنانية ليال حداد "مجزرتا قانا تبكيان من إنسانية المبادرة، وكذلك مجازر مروحين، وحولا وبنت جبيل وصبرا وشاتيلا، وآلاف الشهداء الذين سقطوا بسلاحكم وجيشكم واحتلالكم".
https://twitter.com/layalhaddad/status/1291066553610444800
في حين قالت الصحافية منى حوا "الاحتلال مشغول بتلميع صورته لدرجة نسي أن علم لبنان الذي أنير به مبنى في تل أبيب، هو علم الأرض التي حطمت أسطورة أقوى جيش".
https://twitter.com/MunaHawwa/status/1291080354862964737
أمّا الأكاديمي والكاتب اللبناني أسعد أبو خليل، قال: "كالعادة تعرض وكالة رويترز دعاية إسرائيلية مجانية، لم تنشر رويترز قبل بضعة أيام فقط بتهديدات إسرائيلية من هذا الرجل وغيره بتدمير بنى التحتية، إن المساعدة الوحيدة التي تلقاها لبنان من الاحتلال هي الموت والدمار".
https://twitter.com/asadabukhalil/status/1290753500901605376
من جهته، قال لاعب كرة القدم اللبناني زين طاهان "لا نريد منكم شيء.. أنتم أعداء وستبقون كذلك، أنتم جرثومة وستبقون كذلك، هكذا عمل لا يشرفنا يا قتلة الأطفال في قانا"، وذلك في سياق رده على إضاءة مبنى بلدية تل أبيب بألوان علم لبنان.
https://twitter.com/tahanzein7/status/1290951504426393601?s=21
ووصف الصحافي والباحث إبراهيم عرب إضاءة مبنى بلدية تل أبيب الإسرائيلية بألوان العلم اللبناني بعبارة "اللي اختشوا ماتوا".
https://twitter.com/IbrahimArab/status/1291062326418956290
من ناحيتها، أدت الصحافية رانيا خليك "إذا كانت "إسرائيل" تهتم بالشعب اللبناني، عليها أن تتوقف عن التهديد بقصفنا وإعادتنا إلى العصر الحجري، والتوقف عن انتهاك مجالنا الجوي".
https://twitter.com/RaniaKhalek/status/1291067546997850115
وعبرت الصحافية تمارا نصار عن غضبها "بشكل لا نهائي بسبب إيماءات دعائية مزيفة من هذا المحتل القاتل، الذي قتل وجرح الآلاف من المدنيين الفلسطينيين واللبنانيين، الذي ينتهك المجال الجوي اللبناني ويفخر به بشكل منتظم، وكان يقصف مزارع شبعا في جنوب لبنان الأسبوع الماضي".
https://twitter.com/TamaraINassar/status/1291074995276386304
أمّا الصحافية ديمة الخطيب قالت: "وقاحة عجيبة أن تضيء تل أبيب أحد مبانيها (على أرض مسروقة من أهلها) بألوان العلم اللبناني "تضامناً" مع أهل بيروت!
https://twitter.com/Dima_Khatib/status/1291100840711925760
وانتشر على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي على الأوساط العربية وسم #لا_نريدها، تعبيرًا عن رفض الدعاية الإسرائيلية التي تدعي أنها مستعدة لمساعدة لبنان عبر إرسال المساعدات في إطار التخفيف من أضرار انفجار بيروت.
وأكد العديد من المواطنين اللبنانيين والعرب رفضهم القاطع لأي مساعدات من الاحتلال الإسرائيلي الذي يقتل اللبنانيين والفلسطينيين بشكل ممنهج ومدروس.