الرئيسية| بوستر |تفاصيل الخبر
الولايات المتحدة الأمريكيةالولايات المتحدة الأمريكية

في المواقف الفاصلة تعرف دومًا الفرق بين الأحرار والعبير

رئيسة جامعة هارفارد
رئيسة جامعة هارفارد

مع تصاعد الحراك الطلابي المناصر لفلسطين في الجامعات الأمريكية عامة، وجامعات النخبة الكبرى خاصة، تدخل الكونغرس الأمريكي بسلطته لمحاولة استهداف هذا الحراك وتحريض الجامعات على قمعه، فاستدعى رؤساء الجامعات الأمريكية الكبرى: “هارفارد، بنسلفانيا، وكولومبيا” لجلسات استجواب متالية حول “تزايد معاداة السامية” في الجامعات وهو الاصطلاح الذي اختاره الكونغرس لوصف الحراك الطلابي المشتعل.

خلال جلسات الاستجواب، قاتلت كلوديا غاي رئيسة هارفارد بشراسة ضد اتهامات النواب المتصهينيين، حتى أنها رفضت تجريم هتاف “من البحر إلى النهر” ومصطلحات مثل “الانتفاضة والتحرير”، ومثلها دافعت ليز ماجيل رئيسة جامعة بنسلفانيا عن حق الطلبة في التظاهر والاحتجاج، رافضة أي اتهامات للحراك الطلابي بـ “معاداة السامية”، وأي دعوات لإدارات الجامعات للتحول لسلطات أمنية تقمع الطلاب وتصادر حقوقهم لإرضاء غرور صهاينة الكابيتول، ودفعن ثمن هذا الموقف البطولي بإجبارهن على الاستقالة من مناصبهم، فتركن رئاسة كبرى جامعات العالم فداءً لحرية القرار والموقف والإرادة، وإرضاءً لضميرهم.

في المقابل اختارت نعمت شفيق - المصرية العربية الأصل - رئيسة جامعة كولومبيا، أن تتبنى بالكامل اتهامات نواب الكونغرس، وتتهم طلابها بـ “معاداة السامية” وتؤكد أن قمعها وحظرها للحركات الطلابية ليس كافيًا لإخماد هذا الحراك المتصاعد، وفور انتهاء جلسة الاستجواب التي خرجت منها بكامل الرضى الصهيوني، بادرت لاستدعاء الشرطة الأمريكية لقمع طلاب جامعتها والتنكيل بهم وفض اعتصامهم واعتقال أكثر من 100 منهم، علاوة على إصدارها قرارات فصل لعشرات الطلاب.

غادرت كلوديا غاي وليز ماجيل مناصبهما من الباب الكبير، وسيحفظ التاريخ لهما هذا الموقف الجريء، وظلت نعمت شفيق في منصبها، لكنها أصبحت اليوم مضرب مثل في دناءة الموقف، وحقارة الانحياز، وضج العالم أجمع بمشاهد القمع والتنكيل الذي أشرفت عليه بشكل مباشر ضد طلاب جامعيين لم تُكسر إرادتهم ولا زالوا صامدين على مواقفهم، رغم ما واجهوه ويواجهونه من قمع يظنه من لا يعلم شيئًا عن الحكاية أنه تحت ظل حكم ديكاتوري مجرم في إحدى دول “العالم الثالث” وليس في الدولة التي أبادت شعوبًا ودولًا لتعليمهم بقنابلها وطائراتها معنى “الديمقراطية وحرية الرأي”.

مقاطعة نشطة

الأكثر قراءة

أخبار ذات صلة