منذ الصباح، تتوالى مشاهد عودة أهلنا في غزة إلى منازلهم في شمال القطاع، مشاهد يمكننا أن نراها كعيد حقيقي لنا جميعًا. هي لحظات مليئة بالمعاني، معبرة عن صمود شعب قاوم أكثر من 400 يوم، تحمّل خلالها مرارة الفقد والنزوح والاشتياق للديار، كما قالت إحدى المواطنات: "كنت بحلم بهاي اللحظة كل ليلة"، وهذا الحلم أصبح واقعًا.
اليوم، يعود أهل غزة حاملين خيامهم وأغراضهم على ظهورهم، مشيًا على الأقدام لمسافات طويلة، متحدين كل الصعاب. يعودون وهم على علم بأن منازلهم وحاراتهم مدمرة. ومع اقترابهم من الشمال، تزداد فرحتهم وتعلو تكبيرات العيد.
هذه المشاهد تفضح فشل محاولات الاحتلال المستمرة لتهجير شعب غزة. رغم كل محاولات التخويف والترهيب، يثبت أهل غزة أنهم لا يقهرون. يظلون ثابتين في أراضيهم، يُفشلون مشاريع الاحتلال ويؤكدون على صمودهم الثابت الذي لا يلين.