شهد يوم الاثنين 26 فبراير الماضي، حدثًا فريدًا من نوعه في جامعة كاليفورنيا في بيركلي، لا زالت تداعياته تتواصل حتى كتابة هذه السطور، بعد أن تجاهلت الجامعة مطالب منظمة "طلاب من أجل العدالة" بإلغاء كلمة لمتحدث من جيش الاحتلال استضافته منظمات صهيونية طلابية في الجامعة، ومضت قدمًا في تنظيمها، ما دفع أكثر من 200 طالب لاقتحام موقع الفعالية وإفشالها بالقوة.. فما الذي حدث بالتحديد وكيف بدأت المواجهة في بيركلي؟
لماذا انفجرت المواجهة في كاليفورنيا - بيركلي؟
نهاية فبراير الماضي، أعلنت منظمات صهيونية طلابية منها "بيركلي تيكفا" في جامعة كاليفورنيا - بيركلي، تنظيم فعالية تستضيف المحامي الإسرائيلي ران بار يوشفات، نائب مدير منتدى كوهليت للسياسة، وهو مركز أبحاث صهيوني يقع مقره الرئيسي في القدس المحتلة، إضافة لتوليه سابقًا منصب مستشار قانوني في كنيست الاحتلال.
نقطة الاشتباك بدأت بعد الكشف عن أن المحامي يوشفاط هو ضابط احتياط في جيش الاحتلال، مجرم حرب على رأس عمله، وجاء لحضور الفعالية بعد أن أمضى أكثر من 100 يوم من القتال في قطاع غزة، والمشاركة المباشرة في الإبادة الجماعية المتواصلة هناك.
ردًا على الفعالية الصهيونية التي تستضيف مجرم حرب في جيش الاحتلال وتساهم في الترويج لرواية الاحتلال وشرعنة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، دعت منظمات طلابية مناصرة لفلسطين منها "طلاب من أجل العدالة" في جامعة كاليفورنيا - بيركلي، إلى الحشد لتعطيل عقد الفعالية المقرر إقامتها في قاعة "ويلر هول" الجامعية، لترد الجامعة والمنظمات الصهيونية بالإعلان عن نقل الفعالية إلى مسرح زيلرباخ بسبب "مخاوف تتعلق بالسلامة".
ماذا حدث في مسرح زيلرباخ في جامعة كاليفورنيا - بيركلي ؟
توعدت مجموعة طلابية تطلق على نفسها اسم "الدببة من أجل فلسطين" بمنع الفعالية الجديدة لضابط جيش الاحتلال، يوشفاط، قائلة في منشور على حسابها في منصة "انستغرام": "يدا ران بار يوشفاط ملطخة بالدماء الفلسطينية.. لقد ارتكب جرائم ضد الإنسانية وينكر الإبادة الجماعية.. لن نسمح باستمرار هذه الفعالية".
كان من المقرر أن يلقي يوشفاط محاضرة للطلاب حول "التحديات القانونية الدولية" التي يواجهها الاحتلال، وكيف يمكن الرد على الاتهامات لكيان العدو بارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة، كما تضمن جدول فقرات الفعالية شرحًا حول "طرق الجيش الإسرائيلي في حماية المدنيين".
بعد التهديدات الطلابية، قررت إدارة الجامعة نقل مكان الفعالية إلى مسرح زيلرباخ، وأبلغت عددًا محدودًا من المسجلين للحضور بالمكان الجديد، وفرضت إجراءات أمنية تضمنت إدخال "يوشفاط" متنكرًا إلى الحرم الجامعي لإخفاء ملامحه، وضمان عدم تعرضه لأي هجوم من أنصار فلسطين، لكن المكان الجديد سرعان ما كُشف واحتشد العشرات من الطلاب في مظاهرة غاضبة نحو مسرح زيلرباخ.
بدأ أكثر 200 طالب من أنصار فلسطين بإطلاق هتافات تدين الاحتلال بالإبادة الجماعية وتمجّد الانتفاضة وتطالب بطرد ضابط جيش الاحتلال من الجامعة، قبل أن تتصاعد الأمور نحو اقتحام المسرح ووقوع صدامات بين أنصار فلسطين وطلاب صهاينة دفعت قوات الأمن للتدخل الفوري وإخلاء القاعة وإعلان إلغاء الفعالية.
WATCH: UC Berkeley Jewish Students Forced To Evacuate Building After Mob Storms Event With IDF Soldier
— Daily Wire (@realDailyWire) February 27, 2024
'Berkeley is on the wrong side of history and it's not a safe place for Jews anymore' pic.twitter.com/vJ1E05giNC
ما هي ردود الأفعال على أحداث مسرح زيلرباخ في جامعة كاليفورنيا؟
سارعت وسائل الإعلام والمنصات الصهيونية إلى فتح موجة تحريض غير مسبوقة، وضخ جملة واسعة من الأكاذيب والاتهامات لأنصار فلسطين من الطلاب الذي اقتحموا المسرح لعرقلة الفعالية، حيث زعمت صحيفة "نيويورك بوست" أن أحد الطلاب اليهود تعرض للبصق في وجهه، وأن أنصار فلسطين قاموا بضرب رجل مسن وسحله لخارج القاعة، إضافة لتحطيم النوافذ الزجاجية في المسرح، فيما ادعت صحيفة "سان فرانسيسكو كرونيكل" أن طالبًا يهوديًا تعرض لمحاولة قتل خنقًا على يد عدد من طلابنا.
الجامعة في تصريحات رسمية وصفت ما جرى بـ "المروّع"، وأفاد دان موغولوف المتحدث الرسمي باسمها أن "نافذة زجاجية واحدة تم تحطيمها"، نافيًا كل ما زعمته المنصات والمواقع الصهيونية عن حوادث الاعتداءات المزعومة، مؤكدًا أن جامعته لم "تتلقى أو ترى أو تثبت وقوع أي اعتداء على الشرطة أو الطلاب خلال الحادثة".
“نحن نحترم بشدة الحق في الاحتجاج باعتباره جزءًا لا يتجزأ من قيمة الديمقراطية في مؤسسة التعليم العالي. ومع ذلك، لا يمكننا تجاهل النشاط الاحتجاجي الذي يتعارض مع حقوق الآخرين في الاستماع و/أو التعبير عن وجهات نظرهم التي يختارونها"
بيان جامعة كاليفورنيا بيركلي
مسؤولون في جامعة كاليفورنيا - بيركلي دعوا إلى "فتح تحقيق في الحادثة"، وهو ما باشرته الشرطة الجامعية بعد أيام، حيث فتحت تحقيقًا كاملًا في أحداث مسرح زيلرباخ دون أن تصدر عنها أي نتائج رسمية حتى الآن.
المنظمات المؤيدة لفلسطين في جامعة كاليفورنيا، ومنها "طلاب الدراسات العليا من أجل العدالة في فلسطين"، و"أعضاء هيئة التدريس والموظفين من أجل العدالة في فلسطين"، أصدرت بيانًا أدانت فيه قرار الجامعة استضافة متحدث إسرائيلي يدافع عن الإبادة الجماعية.
المنظمات اتهمت في بيانها الجامعة بـ "التعاطف الانتقائي" مشيرة إلى أحداث "مجزرة الطحين" التي وقعت في اليوم التالي لحادث اقتحام المسرح في الجامعة، والتي تجاهلتها الإدارة بشكل كامل واكتفت بإدانة حادثة اقتحام المسرح.
"أكد بيان المستشار المسيح يوم الثلاثاء، الذي رفض ذكر الفلسطينيين، مدى ضآلة القيمة التي توليها هذه الجامعة للإنسانية الفلسطينية، لم يكن هذا سوى أحدث درس عنصري بشكل صارخ في كيف أن عدم ارتياح البعض يهم أكثر من وفاة الآخرين".
بيان المنظمات الطلابية في جامعة كاليفورنيا
مجرم الحرب الصهيوني، بار يوشفاط، تحدث إلى وسائل إعلام إسرائيلية وصهيونية حول ما حدث في المسرح، معبرًا عن "انزعاجه" من الهجوم الطلابي، وبعد 3 أيام من واقعة مسرح كاليفورنيا، قوبل المجرم بعاصفة احتجاجات ومظاهرات مؤيدة لفلسطين شوشت على كلمته في متحف المحرقة في لوس أنجلوس.
"لم تتح لي الفرصة حتى لأقول: مرحبًا، اسمي ران"
يوشفاط في تصريحات لوكالة التلغراف الصهيونية
تدخّل رسمي من الكونغرس ضد طلابنا
بتاريخ 21 مارس 2023، أفادت وسائل إعلام أمريكية أن لجنة خاصة من الكونغرس يقودها الجمهوريون، بدأت التحقيق في مزاعم “معاداة السامية” في جامعة كاليفورنيا بيركلي الأمريكية، التي تشهد منذ شهور فعاليات طلابية تضامنية مع فلسطين، ومواجهات بين أفراد منظمات طلابية مؤيدة لفلسطين، وأخرى صهيونية.
التحقيق الذي سيقوده الكونغرس، يتهم إدارة الجامعة بـ “التقاعس والفشل في القضاء على السلوك المعادي للسامية”، بسبب تصاعد حالة التضامن مع فلسطين داخل الحرم الجامعي، والتي وصلت ذروتها في فبراير الماضي باقتحام مئات الطلاب لمسرح الجامعة ومنع عقد ندوة يلقيها ضابط احتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي.
فرجينيا فوكس، النائبة الجمهورية ورئيسة لجنة مجلس النواب المعنية بالتحقيق مع إدارة جامعة كاليفورنيا، قدمت رسالة إلى الإدارة، تتهمها بالتقاعس عن منع مظاهرة لمنظمة “طلاب من أجل العدالة” تضمنت عروضًا ولافتات تضامنية مع الشعب الفلسطيني، وأخرى تهاجم جرائم الاحتلال التي وصفتها فوكس بأنها “تمثل تهديدًا للطلاب اليهود”.
التحقيق الذي سيقوده الكونغرس، يتهم إدارة الجامعة بـ “التقاعس والفشل في القضاء على السلوك المعادي للسامية”، بسبب تصاعد حالة التضامن مع فلسطين داخل الحرم الجامعي، والتي وصلت ذروتها في فبراير الماضي باقتحام مئات الطلاب لمسرح الجامعة ومنع عقد ندوة يلقيها ضابط احتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي.
فرجينيا فوكس، النائبة الجمهورية ورئيسة لجنة مجلس النواب المعنية بالتحقيق مع إدارة جامعة كاليفورنيا، قدمت رسالة إلى الإدارة، تتهمها بالتقاعس عن منع مظاهرة لمنظمة “طلاب من أجل العدالة” تضمنت عروضًا ولافتات تضامنية مع الشعب الفلسطيني، وأخرى تهاجم جرائم الاحتلال التي وصفتها فوكس بأنها “تمثل تهديدًا للطلاب اليهود”.
المصادر:
@bearsforpalestine